Friday, August 10, 2012

رسالة إلى الحكومة "الشرعية"


عادت لتندلع الإحتجاجات من جديد في أغلب المدن التونسية في سيدي بوزيد،في الرقاب،في صفاقس،في العاصمة..و كأنما التاريخ يعيد نفسه بل إنه فعلا يعيد نفسه...و يالا سخرية القدر من كانوا يقفون في صفوف الشعب،يدعون النضال و الدفاع عن حقوق الإنسان و يجاهرون بأن الحكومة التي تقمع شعبها تفقد مطلق شرعيتها نجدهم اليوم هم أنفسهم يبيعون مبادئهم أو ما كنا نعتقد أنها مبادئهم و يقمعون الشعب الذي كانوا يساندونه و يتكلمون بإسمه و الأدهى و الأمر أنه لم يكفيهم قمعهم للمظاهرات و الحركات الإحتجاجية في شتى أنحاء البلاد بالغاز و الرصاص المطاطي و الإعتداء على أبناء الشعب و إستباحة حرمة البيوت بل نجدهم يبررون 
عنفهم
 القصري و ديمقراطيتهم العنجهية بكونهم حكومة مشروعة و شرعية تماما كما فعلت الأنظمة البائدة أمام شعوبها مسلوبة الحقوق و المفقرة و التي بنت أحلاما و طموحات آملة أن تحققها الثورة فقضي على أحلامهم و آمالهم و الفضل لكم طبعا أيتها الحكومة المشروعة..سحقا لمن تغيره الأيام فيخون أقواله و يتنكر لمبادئه ..لأجل المناصب و الكراسي... سحقا لهذا الحب 
الجاحد
 الذي لا ينفك يستبيح الأعراض و يسفك الدماء بإسم الشرعية...أ بإسم الشرعية نخرص شعبنا .. أ بإسم الشرعية نسجن من يدافع عن حقه في البقاء في هذه الأرض ..أ بإسم الشرعية نعنف من قاموا بثورة و أطاحوا بنظام بينما كنتم أينما كنتم تختبؤون في مخابئكم و تعيشون حياة الرغد في لندن و فرنسا و غيرها من المدن الأوروبية الفاخرة..
فليكن إذا أسيادي الأجلاء نحن و بإسم الشرعية لن نستسلم لظلمكم فنحن شعب ننتصر أو نموت و لتعلموا أن شرعيتنا تفوق شرعيتكم و أن إيماننا بالحياة أقوى من إيمانكم بالكراسي ...فتوبوا إلى أنفسكم و أطلقوا سراح أبناء الشعب الذين سجنتموهم لا لشيء سوى لأنهم مارسوا حقهم في الكلام و لم يرضخوا لسياسة تكميم الأفواه التي تمارسونها و التي تمارسها كل الحكومات الجائرة التي من المفروض أنكم قد قمتم على أنقاضها لكن من الواضح أنكم لا تتعلمون ... 
هذه رسالة كل تونسي غيور على وطنه ..كل تونسي يرفض الإقصاء و التهميش ...كل تونسي يمارس حقه في الكلام ..و من موقعنا هذا نطالب بإخلاء سبيل كل سجناء الكلمة الذين ألقيتم القبض عليهم في الإحتجاجات الأخيرة و نساند الإتحاد العام لطلبة تونس في بيانه 
بيان مساندة 
استمرارا منها في نهج التنكيل و التشفي من هذا الشعب المطالب بالحرية و العدالة الاجتماعية عمدت حكومة التحالف الثلاثي الى تصعيد و وتيرة القمع مستخدمة جهازها القمعي وزارة الداخلية فمارست أبشع أنواع التنكيل بالمحتجين و أوقفت العديد من المناضلين و إحالة البعض منهم الى محاكمات صورية بل طالت هذه الحملة مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس ليعلن محاكمة الرفيق عادل الحاجي عضو المكتب التنفيذي بالإتحاد يوم 14 أوت بتهمة نشر معلومات خاطئة من شأنها أن تضر بالأمن العام .
ان المساس بمناضلي الحركة الطلابية خط أحمر والإتحاد مستعد لخوض كافة الأشكال النضالية دفاعا عن مناضليه.
ولنذكرهم ان الإتحاد ناضل ايام الجمر زمن الحقبة البورقيبية والنوفمبرية ولازال يناضل ضد كل قوى الردة و الرجعية التي ترتعد فرائصها من اي فعل جماهيري قد يهز أركانها والحركة الطلابية هي جزء لا يتجزء من الحركة الشعبية إن لم تكن طليعته.
نحن مناضلو الإتحاد العام لطلبة تونس بالمعهد العالي للصيد البحري و تربية الأحياء المائية ببنزرت نعلن عن تضامننا الكلي واللامشروط مع الرفيق عادل الحاجي و نشد على أياديه وعلى أيادي كافة أبناء هذا الوطن دفعا عن حق التعبير والكلمة الحرة ودفاعا عن الإتحاد العام لطلبة تونس باعتباره الممثل الشرعي والوحيد لعموم الطلبة.
تونس في 9.8.2012

No comments:

Post a Comment