Monday, September 10, 2012

R.I.P TUNISIA

يؤلمني كل ما يؤلمني ...ما نعيشه يوميا و نعانيه نتجرعه مع كل فجر يوم جديد لا أملا بل شتاتا و ضياعا و يأسا و كثيرا من الحقد ،كيف لا و الثورة "المباركة" تفقد صبغتها الثورية لتلبس ثوب الورع والتقوى و يا له من ثوب ...ثوب مرقع بجثث الشهداء و تأوهات الجرحى الذين إلى حد اللحظة يصارعون للبقاء على قيد الحياة و لا يزال الرصاص يحتل حيزا من أجسادهم..نعم إنه ثوب مصبوغ بالدم و الفقر و الخصاصة،والذي أفاض كأس صبر التونسيين حادثة "الحرقة" أو ما يسمى الهجرة غير الشرعية و موقف الحكومة من هذه الحادثة المأساوية التي ذهب ضحيتها أكثر من 74 تونسي بين شاب و فتاة رجل و إمرأة شيبا و شبابا حتى الأطفال ...و السؤال المطروح هنا هو ما الذي دفع هؤولاء للتفكير في المجازفة و رمي أنفسهم في عرض البحر؟؟أهو بحث عن حلم الكرامة التي كانت من أبرز مطالب الثورة؟؟ أهو الخبز و لقمة العيش التي بات صعبا تأمينها و الحصول عليها في ظل إرتفاع الأسعار ؟؟أهي الحرية المنشودة التي عادت لتنتهك بعد الثورة فلا حق حرية التعبير مكفولا و لا الإعلام المعارض منزها فهو إما مكفرا و ماسا بالمقدسات أو تجمعيا فاسدا....تعلات واهية من سياسين تنقصهم القليل من الحنكة و الكثيييييييييييييييييير من الإنسانية!!!!فأين الإنسانية في أن تسلب فردا حقه في حياة كريمة و تدفعه للهجرة متحملا كل العواقب من برد و غرق و موت...جراء غلاء المعيشة حيث إرتفعت أسعار أغلب المواد الغذائية و المدرسية و المعيشية في ظل تفاقم البطالة و إنتشار الفقر....و الكوليرا فلم يجد أبناء هذا الوطن غير حل الهجرة....لكن كل هذا متوقع،غير المتوقع هو ردة فعل الحكومة من وزير الخارجية الذي أبهرنا بسبق علمي بارز حيث قال "تأسف الحكومة لأن الجثث في حالة وفاة"!!!!في الوقت الذي تنقل فيه وزير الهجرة الإيطالي على عين المكان ليعاين الفاجعة بينما كان باقي أعضاء الحكومة يحتفلون بزفاف جماعي لخمسة و عشرين مناصرا....أقولها و أمضي سحقا للكراسي التي سلبت الضمير و المحبة و الإنسانية و ليتغمد الله أبناء الوطن العزيز بالرحمة...